فصل: قال القاسمي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقد أخرج ابن أبي حاتم، وابن الأنباري وغيرهما عن ابن عباس قال: نزل القرآن جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة ونجمه جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، وفي رواية أنه أنزل ليلة القدر في رمضان ووضع في بيت العزة في السماء الدنيا ثم أنزل نجومًا في عشرين، وفي رواية في ثلاث وعشرين سنة وفي أخرى في خمس وعشرين، وهذا الاختلاف على ما في البحر مبني على الاختلاف في سنه صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن الضريس من طريق قتادة عن الحسن كان يقول: أنزل الله القرآن على نبي الله صلى الله عليه وسلم في ثماني عشرة سنة ثمان سنين بمكة وعشر بعد ما هاجر.
وتعقبه ابن عطية بأنه قول مختل لا يصح عن الحسن، واعتمد جمع أن بين أوله وآخره ثلاثًا وعشرين سنة وكان ينزل به جبريل عليه السلام على ما قيل خمس آيات خمس آيات، فقد أخرج البيهقي في الشعب عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه قال: تعلموا القررن خمس آيات خمس آيات فءن جبريل عليه السلام كان ينزل به خمسًا خمسًا.
وأخرج ابن عساكر من طريق أبي نضرة قال: كان أبو سعيد الخدري يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشي ويخبر أن جبريل عليه السلام نزل به خمس آيات خمس آيات، وكان المراد في الغالب فإنه قد صح أنه نزل بأكثر من ذلك وبأقل منه.
وقرأ أبي وعبد الله {فَرَقْنَاهُ عَلَيْكَ} {لِتَقْرَأَهُ عَلَى الناس على مُكْثٍ} أي تؤدة وتأن فإنه أيسر للحفظ وأعون على الفهم وروي ذلك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وقيل أي تطاول في المدة وتقضيها شيئًا فشيئًا، والظاهر تعلق لتقرأه بفرقناه وعلى الناس بتقرأه وعلى مكث به أيضًا إلا أن فيه تعلق حرفي جر بمعنى بمتعلق واحد.
وأجيب بأن تعلق الثاني بعد اعتبار تعلق الأول به فيختلف المتعلق، وفي البحر لا يبالي بتعلق هذين الحرفين بما ذكر لاختلاف معناهما لأن الأول في موضع المفعول به والثاني في موضع الحال أي متمهلًا مترسلًا، ولما في ذلك من القيل والقال اختار بعضهم تعلقه بفرقناه، وجوز الخفاجي تعلقه بمحذوف أي تفريقًا أو فرقًا على مكث أو قراءة على مكث منك كمكث تنزيله، وجعله أبو البقاء في موضع الحال من الضمير المنصوب في فرقناه أي متمكثًا.
ومن العجيب قول الحوفي أنه بدل من {عَلَى الناس} وقد تعقبه أبو حيان بأنه لا يصح لأن {على مُكْثٍ} من صفات القارىء أو من صفات المقروء وليس من صفات الناس ليكون بدلًا منهم، والمكث مثلث الميم وقرئ بالضم والفتح ولم يقرأ بالكسر وهو لغة قليلة، وزعم ابن عطية إجماع القراء على الضم.
{ونزلناه تَنْزِيلًا} على حسب الحوادث والمصالح فذكر هذا بعد قوله تعالى: {فَرَقْنَاهُ} إلخ مفيد وذلك لأن الأول دال على تدريج نزوله ليسهل حفظه وفهمه من غير نظر إلى مقتض لذلك وهذا أخص منه فإنه دال على تدريجه بحسب الاقتضاء.
{قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107)}.
{قُلْ} للذين كفروا {بِهِ أَوْ} أي بالقرآن {أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ} أي به على معنى أن إيمانكم به وعدم إيمانكم به سواء لأن إيمانكم لا يزيده كمالًا وعدم إيمانكم لا يورثه نقصًا. {إِنَّ الذين أُوتُواْ العلم مِن قَبْلِهِ} أي العلماء الذين قرؤوا الكتب السالفة من قبل تنزل القرآن وعرفوا حقيقة الوحي وأمارات النبوة وتمكنوا من تمييز الحق والباطل والمحق والمبطل أو رأوا نعتك ونعت ما أنزل إليك {إِذَا يتلى} أي القرآن {عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلاْذْقَانِ} الخرور السقوط بسرعة، والأذقان جمع ذقن وهو مجتمع اللحيين ويطلق على ما ينبت عليه من الشعر مجازًا وكذا يطلق على الوجه تعبيرًا بالجزء عن الكل قيل وهو المراد وروي عن ابن عباس فكأنه قيل يسقطون بسرعة على وجوههم {سُجَّدًا} تعظيمًا لأمر الله تعالى أو شكرًا لإنجاز ما وعد به في تلك الكتب من بعثتك؛ والظاهر أن هنا خرورًا وسجودًا على الحقيقة، وقيل: لا شيء من ذلك وإنما المقصود أنهم ينقادون لما سمعوا ويخضعون له كمال الانقياد والخضوع فاخرج الكلام على سبيل الاستعارة التمثيلية، وفسر الخرور للأذقان بالسقوط على الوجوه الزمخشري ثم قال: وإنما ذكر الذقن لأنه أول ما يلقى الساجد به الأرض من وجهه، وقيل: فيه نظر لأن الأول هو الجبهة والأنف ثم وجه بأنه إذا ابتدأ الخرور فاقرب الأشياء من وجهه إلى الأرض هو الذقن، وكأنه أريد أول ما يقرب من اللقاء، وجوز أن تبقى الأذقان على حقيقتها والمراد المبالغة في الخشوع وهو تعفير اللحا على التراب أو أنه ربما خروا على الذقن كالمغشي عليهم لخشية الله تعالى، وقيل: لعل سجودهم كان هكذا غير ما عرفناه وهو كما ترى.
وقال صاحب الفرائد المراد المبالغة في التحامل على الجبهة والأنف حتى كأنهم يلصقون الأذقان بالأرض وهو وجه حسن جدًا واللام على ما نص عليه الزمخشري للاختصاص وذكر أن المعنى جعلوا أذقانهم للخرور واختصوها به.
ومعنى هذا الاختصاص على ما في الكشف أن الخرور لا يتعدى الأذقان إلى غيرها من الأعضاء المقابلة وحقق ذلك بما لا مزيد عليه.
واعترض القول بالاختصاص بأنه مخالف لما سبق من قوله: إن الذقن أول ما يلقى الساجد به الأرض وأجيب بما أجيب.
وتعقبه الخفاجي بأنه مبني على أن الاختصاص الذي تدل عليه اللام بمعنى الحصر وليس كذلك وإنما هو بمعنى تعلق خاص ولو سلم فمعنى الاختصاص بالذقن الاختصاص بجهته ومحاذيه وهي جهة السفل ولا شك في اختصاصه به إذ هو لا يكون لغيره فمعنى {يَخِرُّونَ لِلاْذْقَانِ} يقعون على الأرض عند التحقيق، والمراد تصوير تلك الحالة كما في قوله:
فخر صريعًا لليدين وللفم

فتأمل.
واختار بعضهم كون اللام بمعنى على، وزعم بعض عود ضميري {بِهِ} على النبي صلى الله عليه وسلم ويأباه السباق واللحاق، وأخرج ابن المنذر.
وابن جرير أن ضمير {مَا يتلى} لكتابهم ولا يخفى حاله؛ والظاهر أن الجملة الاسمية داخلة في حيز {قُلْ} وهي تعليل لما يفهم من قوله تعالى: {بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ} من عدم المبالاة بذلك أي إن لم تؤمنوا به فقد آمن به أحسن إيمان من هو خير منكم، ويجوز أن لا تكون داخلة في حيز قل بل هي تعليل له على سبيل التسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه قيل تسل بإيمان العلماء عن إيمان الجهلة ولا تكترث بإيمانهم وأغراضهم وقد ذكر كلا الوجهين الكشاف قال في الكشف والحاصل أن المقصود التسلي والازدراء وعدم المبالاة المفيد للتوبيخ والتقريع مفرع عليه مدمج أو بالعكس والصيغة في الثاني أظهر والتعليل بقوله سبحانه: {إِنَّ الذين أُوتُواْ العلم} في الأول.
وقال ابن عطية يتوجه في الآية معنى آخر وهو أن قوله سبحانه: {قُلْ ءامِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ} إنما جاء للوعيد والمعنى افعلوا أي الأمرين شئتم فسترون ما تجازون به ثم ضرب لهم المثل على جهة التقريع بمن تقدم من أهل الكتاب أي إن الناس لم يكونوا كما أنتم في الكفر بل كان الذين أوتوا التوراة والإنجيل والزبور والكتب المنزلة إذا يتلى عليهم ما أنزل عليهم خشعوا وآمنوا اه، وهو بعيد جدًا ولا يخلو عن ارتكاب مجاز، وربما يكون في الكلام عليه استخدام.
{وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108)}.
{وَيَقُولُونَ} أي في سجودهم أو مطلقًا {سُبْحَانَ رَبّنَا} عن خلف وعده أو عما يفعل الكفرة من التكذيب {إِن كَانَ وَعْدُ رَبّنَا لَمَفْعُولًا} إن مخففة من المثقلة واسمها ضمير شأن واللام فارقة أي إن الشأن هذا.
{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ} كرر الخرور للأذقان لاختلاف السبب فإن الأول لتعظيم أمر الله تعالى أو الشكر لإنجاز الوعد والثاني لما أثر فيهم من مواعظ القرآن، والجار والمجرور إما متعلق بما عنده أو بمحذوف وقع حالًا مما قبل أو مما بعد أي ساجدين، وجملة {يَبْكُونَ} حال أيضًا أي باكين من خشية الله تعالى، ولما كان البكاء ناشئًا من الخشية الناشئة من التفكر الذي يتجدد جيء بالجملة الفعلية المفيدة للتجدد، وقد جاء في مدح البكاء من خشيته تعالى أخبار كثيرة فقد أخرج الحكيم الترمذي عن النضر بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن عبدًا بكى في أمة لأنجى الله تعالى تلك الأمة من النار ببكاء ذلك العبد وما من عمل إلا له وزن وثواب إلا الدمعة فإنها تطفىء بحورًا من النار وما أغروروقت عين بمائها من خشية الله تعالى إلا حرم الله تعالى جسدها على النار فإن فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة» وأخرج أيضًا عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله تعالى وعين باتت تحرس في سبيل الله تعالى» وأخرج هو والنسائي ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى حتى يعود اللبن في الضرع ولا اجتمع على عبد غبار في سبيل الله تعالى ودخان جهنم» زاد النسائي في منخريه ومسلم أبدًا، وينبغي أن يكون ذلك حال العلماء فقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وغيرهما عن عبد الأعلى التيمي أنه قال: إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق أن قد أوتي من العلم ما لا ينفعه لأن الله تعالى نعت أهل العلم فقال: {وَيَخِرُّونَ لِلاْذْقَانِ يَبْكُونَ} {وَيَزِيدُهُمْ} أي القرآن بسماعهم {خُشُوعًا} لما يزيدهم علمًا ويقينًا بأمر الله تعالى على ما حصل عندهم من الأدلة. اهـ.

.قال القاسمي:

{وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ} أي: بالحقيقة أنزلناه كتابًا من لدنا فأين تذهبون؟ كما قال تعالى: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ} [النساء: 166]، {وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} أي: متلبسًا بالحق الذي هو ثبات نظام العالم على أكمل الوجوه. وهو ما اشتمل عليه من العقائد والأحكام ومحاسن الأخلاق وكل ما خالف الباطل. كقوله تعالى: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِه} [فصلت: 42]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ} أي: نزلناه مفرقًا منجمًا. وقرئ بالتشديد. والقراءتان بمعنى: {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} أي: على مهل وتؤدة وتثبت، فإنه أيسر للحفظ وأعون في الفهم: {وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا} أي: من لدنَّا على حسب الأحوال والمصالح.
{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا}.
قال الزمخشري: أمر بالإعراض عنهم واحتقارهم والازدراء بشأنهم، وأن لا يكترث بهم وبإيمانهم وبامتناعهم عنه. وإنهم إن لم يدخلوا في الإيمان ولم يصدقوا بالقرآن وهم أهل جاهلية وشرك، فإن خيرًا منهم وأفضل، وهم العلماء الذين قرأوا الكتب وعلموا ما الوحي وما الشرائع، قد آمنوا به وصدقوه، وثبت عندهم أنه النبي العربي الموعود في كتبهم. فإذا تلي عليهم خروا سجدًا وسبحوا الله تعظيمًا لأمره، ولإنجازه ما وعد في الكتب المنزلة، وبشر به من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن عليه. وهو المراد بالوعد في قوله: {إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا}.
فإن قلت: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ} تعليل لماذا؟ قلت: يجوز أن يكون تعليلًا لقوله: {آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ}، وأن يكون تعليلًا لـ {قل} على سبيل التسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتطييب نفسه. كأنه قيل: تسلَّ عن إيمان الجهلة بإيمان العلماء. وعلى الأول: إن لم تؤمنوا به لقد آمن به من هو خير منكم. فإن قلت: ما معنى الخرور للذقن؟ قلت: السقوط على الوجه. وإنما ذكر الذقن، وهو مجتمع اللحيين؛ لأن الساجد أول ما يلقى به الأرض من وجهه الذقن. فإن قلت: حرف الاستعلاء ظاهر المعنى، إذا قلت خرَّ على وجهه وعلى ذقنه، فما معنى اللام في خرَّ لذقنه ولوجهه؟ قال:
فخر صريعا لليدين وللفم

قلت: معناه جعل ذقنه ووجهه للخرور. واختصه به لأن اللام للاختصاص. فإن قلت: لِمَ كرر يخرون للأذقان؟ قلت: لاختلاف الحالين، وهما خرورهم في حال كونهم ساجدين، وخرورهم في حال كونهم باكين. انتهى.
تنبيه:
دلَّ نعت هؤلاء ومدحهم بخرورهم باكين، على استحباب البكاء والتخشع. فإن كل ما حمد فيه من النعوت والصفات التي وصف الله تعالى بها من أحبه من عباده، يلزم الاتصاف بها. كما أن ما ذم منها من مقته منهم، يجب اجتنابه.
وقد عدَّ الإمام الغزالي في الإحياء من آداب ظاهر التلاوة البكاء. قال: البكاء مستحب مع القراءة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتلوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا». وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا قرأتم سجدة سبحان، فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا، فإن لم تبك عين أحدكم، فليبك قلبه. وإنما طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن. فمن الحزن ينشأ البكاء، ووجه إحضار الحزن، أن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد والمواثيق والعهود. ثم يتأمل تقصيره في أوامره وزواجره، فيحزن لا محالة ويبكي. فإن لم يحضره حَزْن وبكاء، كما يحضر أرباب القلوب الصافية، فليبك على فقد الحزن والبكاء. فإن ذلك أعظم المصائب. انتهى.
وذكر السيوطي في الإكليل أن الشافعي استدل بقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ سُبحَانَ رَبَّنَا} الآية، على استحباب هذا الذكر في سجود التلاوة. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وبالحق أَنْزَلْنَاهُ وبالحق نَزَلَ}
عود إلى التنويه بشأن القرآن فهو متصل بقوله: {ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا} [الإسراء: 89].
فلما عطف عليه {وقالوا لن نؤمن لك} [الإسراء: 90] الآيات إلى هنا وسمحت مناسبة ذكر تكذيب فرعون موسى عليه السلام عاد الكلام إلى التنويه بالقرآن لتلك المناسبة.